الزواج مودة وسكن وتوافق بين طرفين وشريكين, وتعترض جزئية الفارق العمري للطرفين محل نقاش وتظل مطروحة في المجتمعات الحديثة,(حديثنا عن تقارب عمري وليس زوج عجوز بشابة أو العكس) في زمن مضى نجد العديد من البيوت الزوجية تتمتع بفارق عمري بين الزوجين كبير . يرى الفيلسوف أرسطو (وهو مجتمع قديم) بأنّ السنّ الصحيح لزواج الرجل هو 37 والزوجة في سن 20, وكثير يتبنى أقل مما ذكره أرسطو, فيرون زوجا في الثلاثين وزوجة في العشرين . وفي الولايات المتحدة تقلص الفارق العمري إلى أقل من 3 سنوات خلال هذا القرن بعكس أواخر القرن التاسع عشر الميلادي .
ولو أخذنا بالفارق العمري بين الرسول علية الصلاة والسلام وعائشة رضي الله عنها, فهو كبير لكن للمجتمع العربي القديم خصوصية وللرسول علية الصلاة والسلام تميّز وخصوصية وليس هنا معرض الحديث
يقول الدكتور محمد المهدي استشاري علاج زواجي ورئيس قسم الطب النفسي بكلية طب دمياط : وللإجابة عن هذا السؤال نستخدم نتائج الإحصاءات حول التوافق الزوجي؛ فقد وجد أن أفضل فارق في السن هو أن يكبر الرجل المرأة بـ 3– 5 سنوات, ولكن حين يزيد هذا الفارق عن 10 سنوات تبدأ علامات عدم التوافق في الظهور, لأن فارق أكثر من 10 سنوات ربما يجعل كلاً من الزوجين ينتمي إلى جيل مختلف تماماً، وبالتالي تختلف اهتماماتهما وأفكارهما بشكل كبير وربما يجعل التفاهم والتوافق يمر ببعض الصعوبات؛ فالفتاة الصغيرة ترغب في المرح والانطلاق والاستكشاف, في حين يميل زوجها العجوز إلى الجدية والهدوء والتأمل والاستقرار, هذا فضلاً عن الفوارق في الاحتياجات العاطفية والجنسية . وهناك عدد من التجارب الواقعية الحديثة والقصص والتي نشرت في الإعلام لمثل حالات الفرق العمري المتخطي للعشر سنوات, وغلب السلبي على الإيجابي .
ويرى علم الاجتماع أن الفارق العمري بات أمرا مهما وملحا في الحياة المعاصرة, فهو صورة عاكسة لجيل فإذا كان الزوجان من جيلين مختلفين فقد تحدث المشاكل من نواح عديدة سواء العاطفية أو الأسرية أو التربوية داخل البيت . ويحدد علم الاجتماع الفارق العمري بما لا يزيد عن عشر سنوات كحد أقصى, والزيادة غير محمودة وغير مرغوبة . والتقارب يقع في دائرة الميول والأهواء والقدرات والحركة وغالبية المعطيات الضرورية للحياة الزوجية على عكس ما يفعله التباعد العمري بينهما . وتثبت بعض الدراسات أن المرأة تجد كِبر سنّ الزوج أفضل, لما يحمله من نضج وعقل, والشباب يبحث عن فتاة لا تتعدى الرابعة والعشرين من العمر
وأكدت إحدى الدراسات الاستبيانية أن 37.27% من الطرفين الشاب على الارتباط بفتاة تكبره والفتاة بشاب يصغرها . ورفض 62.73% هذا الزواج من كلا الطرفين .
وقد وقفت خلال الفترة الماضية على سجالات بين فئة من الفتيات, وكنّ يسألنّ عن سنّ الفتى والزوج المناسب لهنّ :
فكانت الأغلبية والأكثرية الساحقة ترى أن زوجا بسنّ الثلاثين من فتاة بسنّ 24/25 مناسب جدا لهنّ فضلا عن عدم مقياسية الفارق العمري, وكان يستوقفهنّ التوجسُ والتخوفُ من شباب العشرينَ عاما, فهنّ لا يثقنّ به ويرونه لا يزالُ يحمل الكثير من النّزق والطيش وعدم الجدية في بناء أسرة مع ضبابية فكره وكثرة خروجه خارج البيت .
أقف هنا ولا نستغني عن رأيكم ومشاركتم وهو بين أعينكم وأفكاركم